كثيرا ما نقابله ولكن لا نحس هذه المقابلات إلا في صور خاصة
نقابله عندما نري منظر جميل
او نقف أمام حدث غريب
او عندما تحس بمتعة التعامل مع الغير
عندما نكون أخيار
او حتى أشرار
لك ان تحس بوجوده مع كل نفس يدخل لصدرك او يخرج
دائما ما تقابله
هو برفقتك لكن الغريب عدم إدراكك لهذه المرافقة طوال الوقت
فى الغالب لأنك ألفتها
فكما كان يقول الشيخ الشعراوى رحمه الله
ان شروق الشمس آية في حد ذاتها ولكنها أصبحت مألوفة لديك
هل لك ان تتصور ان النفس الذي يدخل الى صدرك ويخرج هو آية تعادل ولادة طفل صغير
كلها آيات ومعجزات تأكد على هذه المرافقة الدائمة من الله سبحانه وتعالى لكل واحد من بنى آدم
دائما هو معك
ولكننا فى الغالب لا نحس هذا القرب الحادث على الدوام الا فى حالات معينه
فى الفرح الشديد عندما تدرك ان ما بداخلك من الفرح لا يمكنك وصفه فتعلن ان الله وحده هو اعلم بمقداره وشكله
فى حزنك الشديد عندما لا تكفى آه الأم لوصف ما يعتصرك من حزن جليل الهيئة يجثم عليك وانت بلا حول ولا قوة
فى لحظة تحاول فيها ان تعبر بصدق عن حبك لمن معك فتصمت بعد ان تقول له
انى احبك فى الله
تصمت
وصدى جملة واحدة يتردد داخلك
ربنا وحده عارف انا بحبك قد ايه
عندما........ وعندما.. وعندما
وصفت مرة ذلك الحزن الذى كان يعتصر قلبى بشدة ولم اصفه بالقسوة ربما لأنى اجل لحظات الحزن فى حياتى
قلت انه حزن شديد آلم بقلبى الذي أدركت للحظات مدى ضعفه كان كفرخ صغير احتوته كف قوية صلبه بها شيء من حنان
فكلما أردت ان اتفوه بكلمات تصف ما احس أسكتنى عجزى عن أيجاد تلك الكلمات
وربما أوقفنى إحساسى بان هذا الحزن لا يتعدى كونه مجرد آداه ترفع او تخفض من تدخل قلبه
إما ان تصبر وإما ان تسخط
للحظات أدركت انى و انا اتحدث عن حزنى انما اتحدث عن شيء اكن له الكثير من الامتنان
تستشعر فيه شئ من الملاطفة وكثير من الود من الخالق سبحانه وتعالى
وصفت كيف انى كلما اعتصر الحزن قلبى رايت الله أمامى
ربما لانى لم اجد من هو اقرب
وربما لان ما آلم بى من حزن لم اكن استطيع وصفه لأحد واعلم جيدا انه هو وحده سبحانه الأقرب والمطلع بالفعل على ما بداخلى من ألم
انها كلمات اهديك اياها ايها المهاجر الطيب