اعذرونى ولكن تشابه الاحداث يجبرنى على الحديث عنها تلك الطيبة حقا
كيف تعرفت عليها؟
لا اذكر ربما فى مسجد الكلية او فى احدى زياراتى لقسمها العلمي هناك
هادئة اجتماعية على استحياء
اخذنا نتقابل كثيرا وفى كل مرة نسأل عن احوال بعضنا واخبار كل منا
شيء من الود الهادء جمعنا
جذب انتباهى فيها اهتمامها الغير عادى وربما المجهد لها هى نفسها بايجاد حلول لمشكلات من تعرف
ولكن فى هدوء ايضا
الهدوء
اكثر ما اذكره عنها
ثم الاختفاء
لفترة واذى باحدى زميلاتى تخبرنى انها مريضة
اخذنا ندعو الله لها
اخاف زيارت المستشفيات
وزيارتى لاى مريض فيها شيء مجهد
ولكن كيف لى ان لا ازورها
فى نفس الوقت اتعجب
كيف لها تلك الفتاه التى لا اعرفها بهذا القدر الذى يحملنى على زيارتها واين فى المستشفى
علاقاتى كثيرة جدا وربما عميقة الى حد كبير حتى مع اكثرها سطحية او بعد
اعلم لك
ولكن كيف لعلاقتى بها والتى كانت وربما كان من الممكن ان تستمر الى الابد برعم اخضر صغير
اراها من بعيد فترتسم على وجه ابتسامه
وربما لا اسلم عليها
دائما تسبقنى هى بالسلام
لا اعرف كيف يمكن ان يحملنى شيء على زيارت المرضى وانا اعلم كيف ان لهذا بالغ الاثر على نفسي
ذهبت يومها صعدت ليس الصعود فقط ما فعلت بل وبحثت عن غرفتها وطرقت الباب كيف فعلت لا اعلم
ولكنى فعلت انها رحمة الله
دخلت وجدتها تلك الهادئة ترقد على سريرها مشرقة
هل لكم ان تصدقونى حقا كان وجهها مشرق
اكثر نضارة ونورا من اى مرة التقيت بها
جلست
امسكت بيدها
الحمد لله انى امسكت بها
واخذنا نتحدث بهدوء ونذكر الله
كانت هى الاسبق هنا ايضا
كانت الاسبق لتذكير كل منا به سبحانه
واخبرتنى انها فى طريقها خلال ايام الى اجراء عملية
فرغنا من كلمات الالسن
ولم نفرغ من كلمات الاعين والايدى
لم اكن ارغب باى حال فى توديعها
مع ان املى كان كبير لم افترض مجرد الفرض انه ربما يكون لقائي الاخير بها
وتحركت
قمت من على الكرسي فى تردد كم كان الوقت بطئ قمت اخيرا مازالت كفها وكفي ترفضان الانصياع
ابتسمت لها
طالبتها بالصمود
وقلت لها اراكى باذن الله على خير
وخرجت مازال لوجودها هذا المكان داخلى
خرجت من الغرفة بل من المبنى باكمله
وتركت كل شيء ورائي بعد نفس حاولت به ان استعيد القدرة على التعامل مع ايقاع الحياه السريع خارجها هى تلك الطيبة
وبعد ايام قابلتنى احد الزميلات
فسألتها ها ايه اخبار العمليه؟
سالت بصوت كله امل
وجائة الاجابة مصمته بلا ملامح
لقد ماتت
لم تنجح العملية
حالاتى كلها معها عجيبة
ليس كلنا حين يتلقى الصدمات يبكى او يصرخ وليس كل الناس يتركون مثل ذلك الاثر داخلك
عندما تلقيت الخبر
صدقونى
زاد الضياء من حولى رايت اشراقا فى كل شيء
تصدقون
ابتسمت
لا اعرف كيف
صمت
رايت الحيرة تعلو وجهها وتعلو روحى
ولكن لم تلبث ان تبرز امامى الاجابة بسبب كل الاشراق الذى غلف كل شيء حولى
نظرت لها وانا اقول وما زالت الابتسامة تحتل وجودى الضئيل امام الحدث
اصلها طيبة وانا مش زعلانة
دى هى الى كانت بتطمنى لما زرتها
كان وشها منور
هى ربنا بيحبها طب ازعل ازى
حقا غلف روحى احساس بالطمأنينة عليها ربما لما لمحته من حالها يوم زرتها وربما من قبله بعام
ادعوكم ونحن فى ايام الله الطيبة وفى العشر الاواخر ان تتذكروها فى دعائكم هى وجميع موت المسلين
وكذلك مرضانا ومرضى المسلمين
وان تتذكرو اهلهم فى دعائكم
اذكرونى فى دعائكم ان اتحلى بالطمأنينة فى كل حال وجميع المسلمين