Wednesday, December 8, 2010

بصيرة


المكان اللسان برأس البر

الساعة 7 م

اول ايام السنة الهجرية الجديدة


كنا نتحرك متجهتين انا وزميلتي الطيبة الي الفنار هناك عند اخر الممر

هناك وقبل ان ندور حول الفنار

كانت ماتزال رفيقتي تضحك من كلامي عن السماء وما فيها

تقول

وكأنك تتحدثين عن عالم اخر لا اعرفه

وكلما تحدثت قلت لها

النجمة دي ممكن تكون .. بصي

واشير في اتجاة ما في السماء

فتنظر اليه وتعود لي ببتسامة تقول

لا شيء هناك

بقي الحال هكذا حتي وصلنا الي الفنار

ثم درنا حوله فصار النور كله ورائنا

لنري في غياب زحامه عن اعيننا حقيقة السماء

اخذت بدهشة تنم عن انبهار تنظر للسماء

فقد كشف الظلام الهادئ .. الوقور عن نجوم السماء الزاهية

كانت منبهرة حتي اني قلت لها كما كانوا يقولون لنا في المرصد هناك بالقطامية

انظري تحت قدمك حتي لا تسقطي علي وجوهك

اخذت احذرها ونحن نمشي علي الاحجار

انظري لمكان قدمك حتي نقف ونستقر

كانت منبهرة

جلسنا هناك ننتظر شروق ألمع نجوم السماء

وهي تضحك

انها فعلا

تري مجموعة الجبار والنجم القطبي والمغرفة

وبدأت تسأل عن مجموعات اخري

وبعد عودتي وبحثي عنها ادركت ان احداها كانت برج الجوزاء

الانبهار

لقد ادت التجربة للنهاية

فادركت ان الحقيقة ليست كل ما نراه فقط

ان الحقيقة تحتاج لمجهود ومحاولات للبحث ورغبة في ذلك

ان الحقيقة طريق مجهد اخره النور وان وصلت اليه في النهاية وحيدا

اظن انك بذلك اكثر من بداء الطريق صمودا

فهنيئا لك

وان كنت

بمفردك .. اعزل .. مجهد .. تشتاق للراحة

ادركت بالأمس

ان الحقيقة هي جبل راسخ كثيرا ما تحجب الغيوم قمته المبهرة فنراه ناقصا الا من حاول ووصل


ادركت بالأمس

ان ما يتركه في قلوبنا احساسنا اليقيني بالحقيقة يغدوا الدرع الواقي لانسانيتنا ورغبتنا في الصمود


ادركت بالامس

ان النور ليس كل شيء

وان اعطاء ظهرك له لتختار الطريق الصعب المقفر

احيانا هو سبيل الخلود

انت بالحق والخير

انت بهما

نور لا يحتاج لنور

لانه نور معه برهانه ويقينه


ادركت بالأمس

بعد ان عدنا لدائرة الضوء وهي مازالت في اندهاشها

ان الحقيقة نور ورضي من الخالق

ادركت بالأمس

من ردت فعلها بعد ان طلبت منها ان تنظر الان ونحن في النور الي السماء

اننا مازلنا بشرا

يمكن ان تسقط ارواحنا في ظلام الواقع من جديد

بمجرد ان ننسلخ عن الحقيقة ان لم نكن ندرك ان الحقيقة حقيقة


ادركت بالأمس

انه بمجرد ان تستوعب الحقيقة وتصل اليها وتقع في قلبك يقينا وايمان ثابتا

لن تحس الوحده او الغربة او الوحشة حتي وان لم تكن عينك تراها هنا امامك

فها هي السماء عادت بلا نجوم في ضوء المدينة الصاخبة

هاهي عادت بلا حقيقة في ضوء الصخب

هل لك ان تتذكر انك عشت الوجود وتنفست حقيقة النور هناك وراء الفنار؟

هل لك ان تتذكر انك جاهدت لتصل وعندما وصلت رايت الجنة رؤي العين؟

هل لك ان تصدق ما رأيت وتبقي علي تصديقك ما حيت؟


ممكن نشوف النار والجنة ونرجع ننكر وجود الخالق

لمجرد انهم غابوا عن البصر

ممكن نشوف الجنة والنار ونرجع لتنفطر قلوبنا باحساسها اليقيني بوجود آله

لمجرد اننا نراهما بالبصيرة

ممكن تجتهد وتوصل للحقيقة ليس لشيء سوي ان تبقي لك ونيسا وصاحبا وداعما

عندما يهب زحام النور يغشي القلوب ويدمي العيون


>


1 comment:

Tamer Moghazy said...

حلو قووووووووي البوست ده
والوصف حسيته جدا..
كاني في رحلة في احضان النجوم..
طريقة الكتابة بسيطة وعميقة :)
تحياتي :)