Saturday, August 4, 2007

صلاح طاهر


ذلك الفنان الفذ الذى لم تتعدى وسائل وطرق تعرفي عليه وعلي حياته ومراحلها عن التعرض لبعض اعماله فى الكتب او المعارض
مع انه كان لى مساحة محترمة من التواجد كمستمعة له والاحتكاك بأرائه خلال الفترة التى انتظمت فيها علي الحضور لجلسات جمعية محبى الفنون التى كان هو رئيسها

كان وما زال عملاق فى نظري اخافه عندما انظر له المح بساطة فى ارائه وافعاله غير متكلف مع كونه رائد حقيقي
كنت أخافه ولكن لاحساسى انه يعرف
نعم يعرف ويحس ملامح وأركان هذا العالم الواسع المسمى فن
ان تراقب كل حركة لشخص ما وتفعل ذلك وانت غارق في الحذر لانه هو لماح وملاحظ جيد
شيء مجهد
كنت دائما ما اتعجب من حفاوة الكل به وحبهم له مع هذه المهابة التى تملئ عيون الجميع من حوله كنت لا استطيع ان اتفاعل مع اعماله التى تحمل مساحات من الألوان المتلاحمة والمتداخلة مع بعضها بعنف فى غالب الأحيان

وكان ذلك فى بداية انضمامى لهذا المكان الحبيب القريب الى قلبي جمعية محبي الفنون
كنت اتعجب من قوة الألوان و الخطوط وامتدادها المرن الناعم والملتف فى قوة تحمل من احساس الكتلة النحتية الكثير


مساحات من الألوان التى هي فى ذاتها ذات كتلة ووجود مهيب
انظر لها وادرك فيها من المراوغة الكثير فعندما انظر لها اجدنى اتلمس فيها وجود واقعى وربما منظر واضح، له من عناصر الواقع نصيب كبير مع انه وهذا ما جذب انتباهى لون انه مساحة مجردة الى ابعد حد ومع انها مجرد عنصر ولكنها ذات وجود ووجود قوى اكاد امامه اجزم انها عناصر الكون الاصلي اكثر من اى عنصر حياتى من تلك العناصر التى تحيط بى فى العالم الحقيقي
وكأن ما تمثله من عناصر متخيله فيها هى اكثر واقعية مما اراه فى الواقع
كان لاعمال هذا الراحل الكبير صلاح طاهر في هذه الفترة دور كبير فى جعلى اتقاذف الأسئلة بينى وبين نفسي عن ما هو التجريد ؟ ولماذا احس ما احسه امامه؟ وهل هذا هو الدليل على كونه اتجاه طبيعى ونحن فى حاجة له ولوجوده؟
كانت كلها اسئله من الصعب ان احدد اجابتها فى وقتها مما جعلنى فى حاجة للاحتكاك بأعمال هذا المبدع الأولى والتى كأى اعمال اولى لمبدع تحمل من الكلاسيكية والمحاكاة لما يراه الكثر
كنت وليغفر لى اى فنان او متلقى قولى
فى حاجة الى ان اتيقن ان احساسي الغير مفهوم لى فى تلك الفترة بأعمال صلاح الطاهر المجردة مرجعه الاساسي انه اجاد الاحساس وانتاج العمل المجرد القوى هذا بعد ان تفرد فى محاكات الواقع وتقليدة بشكل كلاسيكى قوى
ربما كل ذلك مرجعه الاساسي انى لم اكن فى هذه المرحلة قد وصلت لمستوى الفهم لهذا الأتجاه التجريدي ولم يكن من السهل ان اضع يدى واتبين بوضوح مناطق قوته وضعفه باسلوب واضحة ومفهومة
وكان ذلك الى ان اعترض طريقى معرض اقيم لاعمال هذا الفنان الاولي فى فترة شبابه وهناك كبرت بضع سنين من الفهم والاحساس بالفن



هناك كان ما اردت وبحثت عنه بشغف ورغبة فى التحقق مما احس به فكانت تلك الاعمال التى انتجها فى فترة الخمسينيات والستينيات من لوحات حملت لى من المفاهيم والمعارف الكثير
لمحت فيها احساسه الطاغى بالالوان وتباينها وما يجمعها وما يفرقها



هو حساس جدا للون وبوضوح كما نراه فى هذه اللوحة السابقة فهو يحول العمل عن طريق اللون الى حالة وليس منظر مصور




ثم ومع حركتى فى المعرض وصلتنى هذه المعلومة وبقوة ووضوح ان الكتلة عنده بطل واضح ومحسوس
فهو قادر بالخط والمساحة ان يؤكد الكتلة الحسية والمعنوية





كأن تموجات خطوطة اكدت لى على اتجاهات الحركة والسكون فى اعماله وعلى قيمتها




كيف لى ان اقف صامته امام تلك الاعمال التى لم يحاكى فيها صورة الفلاحة فقط ولكن يحاكى وجود قوى للكتل يجبرك على التمتع بكون ما تراه موجودا ليجعلك تقف لتأخذ نفس عميق امام هذا الجمال القوى الثابت العنيف




ها هو التداخل يزيد وتلتحم الكتل والمساحات لتتحول الى خليط قوى الوجود وما زال واضح الملامح
ثم ما رأيته فى لوحات مثل تلك التالية




خطوط تحدد مساحات فقط



وبذلك ادركت انه اجاد واجاد واجاد التصوير ونقل الواقع من البداية كما انى ادركت مع ابتسامة استمتاع علت وجهى ان ذلك المبدع لم يستطع ان يقف امام موهبته وقدرته على ابراز الكتل ومعالجة الخطوط ليخرج عن ايطار المحاكاة الى رحابة التجريد والفن وذلك من بداية حياته الفنية
جز الله عنى هذا الاستاذ المعلم الفنان خير الجزاء ففى مدرسته تعلمت ومازلت اتعلم الكثير
الله يرحم صلاح طاهر وكل من علمنى حرفا
مع كل التحية للمغمور محمد سيد

2 comments:

رضوى داود said...

ازيك يا فريدة

و مش عارفه ليه البوست بتاعك يا قمر جه في وقته المناسب جدا

من كام يوم لمع اسم صلاح طاهر في ذهني مرة واحده كده من غير سبب كنت ساعتها بقلب في ذكريات الطفوله و كان الاسم محفرو جواها ممزوج بواحدة من اجمل ذكريات طفولتي
مش هاقول الذكرى دلوقتي و هاسمح لنفسي اكتب عنها بوست تعليقا على البوست بتاعك عندي
كل اللي اقدر اقوله شكرا على البوست لان فيه حاجات كتير عن الفنان الكبير صلاح طاهر ما كنتش اعرفها
و طبعا اللوحات اللي انتي حاطاها فكرتني بذكريات جميله جدا


شكرا على البوست
و شكرا على اللوحات

فريدة... said...

انا بخير يا جميلة

وشكرا لمورك الممتع يا حساسة

بحبك حقيقي فى الله يا طيبة