بالأمس في طريقي من ميدان الشهيد عبد المنعم رياض الى كلية الفنون الجميلة بالزمالك مع طلبتي
لمحتهم يهرعون من الشمال فوق نيلي العظيم
... الى اين؟
لا اعلم ولكن يقيننا وسط كل هذا الفزع الى لا شيء
رأيتكم ارواحا بينهم
يا من رحلتم فجأة ... جموعا رحلتم
وتركتمونا متفرقين
اتعلمون لماذا كنا فى طريقنا انا وهم
كنا فى طريقنا طلبا للنور
للوصول
ربما خرج منهم هؤلاء -من اصطحبونى فى طريق مستقبلهم- للمفر الحقيقي
احساس عجيب يسيطر علي
حينما سألت العدوي على الماسنجر اول امس كيف حالك فأشار بكلماته اليكم أهلى وأهله
اهل غزة
فاذا بي انطلق بكلمات كثيرة
فأقول
خييييييييير
خييييييييير ان شاء الله
خييييييير
اري النور فينا
ممكن مش فينا كلنا
لكن فى نور
وأخذت احكي له عن توقفي وانا برفقة الفنان أبو كف الفرقة الرابعة والرائع شريف الفرقة الثانية
ونحن فى طريقنا على الكرنيش فى دمياط
وقوفنا مع المتظاهرين بدمياط لفترة
ربما من باب الفضول
او الضيق
ربما من أجل الغضب الذى يرجو ان يجد في وقوفه معهم متنفسا
لحظتها
لم ارى الغضب هو ما ييحتوينى ولكن احساس اخر باني اري نورا فى اخر الطريق
كان لدينا يومها تقيم فى القسم
والأثنين الى كانوا معي كانو مطبقين لم ينامو من اكثر من 24 ساعة طلبا للانجاز
وكل منهم حصل على الأمتياز
بت ليلتها فى استراحة قريبة من الكلية لم ابت فيها من فترة
ولذلك بت بملابسي التى قضيت بها يومي كله
اذكر البرد القارص وملمس المرتبه الخشنة
كنت استيقظ كل ساعة بفزع
انا اتأخرت عليهم
استيقظت على هاتفي
اتصال من ابو كف يطلب بخجل ان احضر كانت الثامنة الى الثلث
قلت له انا هنا فى الأستراحة القريبة من الكلية فقال
لوز مستنينك يا هندسة
اخذتنى بسرعة اليهم
واخذنا نعمل ونجهز معرض الفرقتين
انبهر الدكتور وزملائه الأساتذة ومنهم عميد الكلية السابق وأبونا الروحي كما احسه
حصل الكل على درجات ممتازة
اشتعلت بنا روح السعادة ممتزجة برضا رائع منبعة الاحساس بالتعب الحلو
لحظات وقوفي معهم عند النقابه فى دمياط كنت اري النور بعيدا عن شعارات رنانة نطلقها
بعيدا عن صخب نتدثر به
بعيدا عن غضب نفرغ فيه ارواحنا بلا طائل
رأيت النور فى شباب هم الطريق
بل حياه كلها رغبة فى الوجود
ادرك انكم يا من رحلتم عنا افواجا هناك فى غزة
كنتم رسالة
كنتم مرأة يرى كل واحد فيها -لمن يريد ان يري حقا- انعكاسة صورته الحقيقية
رحلتم وأرواحكم نور يطوفو بداخلى
رحلتم واياديكم الطاهرة تربت على كتف كل من اراد ان يعمل بجد
ان يكون حقا جنديا يحمي موقعه
بس عرفين المشكلة انكم هتوحشوني
وجودكم صار قويا داخلى ورحيلكم صار يحملنى على الجنون
او على بغض الساكني فينا
.