كلمة غامضة وعميقة جدا كلمة
الجميل
هل يمكن ان تلمس المنظر الجميل؟
ان تمسك او تلمس بيدك الهواء النقي؟
ان تسمع الألوان؟
وهل لنا ان نفعل كل هذا مرة واحدة؟
ها نحن امام كل هذا نكتشف قصورنا وعجزنا بكل ما اوتينا من حواس وقدرات
عجز قدراتنا التى نحاول ان نستجمعها لنصنع المعجزة ......... ان نسجل كل ملامح الجميل
فنقف امام الكثير من المحطات التى ندرك مع كل منها مدى عجزنا امام الجميل
ها نحن عندما نفعل دور كل تلك الحواس لتسجل مع بعضها الجميل فنجد الواحد منها توقف ليفسح المجال لاخر
تأخذ نفس عميق لعلك تعوض به تقصير حاسة البصر فى تسجيلها لما تراه من جميل
فتتوقف
نعم
تتوقف حاسة البصر لتترك المجال لذلك النفس العميق ليعمل ويعوضك بشيء مما لم تستطع ان تلتقطه حاستك البصرية التى اعترفت بقصورها فاغلقت تلقائيا اجفانها لتجعلك تركز وبقوة مع هذا النفس العميق
ثم تاتي المحطة الثانية لتأكد بكل ثقة على هذا العجز حيث لا يحتمل صدرك كمية الهواء الذى تحتاج لادخاله والذي تعتقد انك به يمكن ان تستحوذ على شيء من الجميل فاذا به القليل القليل من الجميل
لنستمر
فدائما همسات المحبين بسيطة ولكنها مشحونة بقوة تجعل الواحد منهم يحكيها بتكرار وبكل تفاصيلها من اول خطوات من يحب فى طريقه له الى نظرت الوداع فى عينه هو بعد ان غادره من يحب
ان تظل تحكي وتحكى عن تفصيل اللقاء عن عمد فتصف الخطوات واتجاهها ومارسمته من ظلال بصوتها فى نفسك كل التفاصيل حتى انك تحسب ضمن التفاصيل الصمت والتنهيد وما الى ذلك من لا شيء
تبتسم وانت تقص اللقاء لانك عند نقاط عديدة توبخ نفسك بقولك
انهم يضحكون فى سرهم منك لان ما تحكيه ليس الا تفاصيل التفاصيل
كنت فى المجلس الاعلى للثقافة مرة من ذات المرات وصعدت للدور الثانى هناك وانا فى طريق نزولي لمحته... نعم
لمحت الجميل فى احد التماثيل الموضوعة هناك
سمعت نداء الجميل
تراجعت عن طريقى
وتحركت نحوه هناك
وقفت امامه وبشيء من خوف ان يكون لهذا الجميل اليد العلى فى لقائي به فيملك على نفسي واتخلى من بعده عن الكل حتى الرفاق
ثم اخذت اتلفت حولى فكلما امعنت النظر فيه احسست ان الزمن يتمدد مداه عندى وعند هذا الجميل فحسب فتغدو الدقيقة ساعة او ساعات
اتلفت لاتاكد ان المكان مازال يحمل ثبات حاله فلم يصبه ما اصاب الزمان فأذا بالمكان يحمل العديد من ملامح التمدد وتعدد المستويات المتكررة التى يعصف وجودها بذاتى
فلا اجد مفر
الاستسلام هو الحل هو الفرصة بل المهرب الوحيد
ذلك الجميل
الذى تبدأ فى التماس الاعذار والتبرير له لماذا يجب عليك ان تغادره وتغادر كل ما اثاره داخلك
- لدى اصحاب
- ولكن هنا الجميل
- يجب ان ارحل فلن ابقى هنا للابد
- ما الذى سيحدث ان بقيت للابد؟
- وهل هناك ابد؟
- هل هناك فى العلم من يحى ما احياه من احساس الان ؟ ولو كان هناك فمن الأكيد انهم قليلون ومع ذلك ..........
مع ذلك يجب ان ارحل
ابدأ فى الانسحاب ويبدأ الجميل فى تقدير الموقف بدون اقتناع كامل منه ودون اى اقتناع منى اتركه لان ما نفعله هو الواقع ولن يتقبل الناس اقترافنا اثم البقاء معا الى الابد
اتركه وانا امنى نفسي بلقاء جديد فى اقرب فرصة
يودعنى بنظرة وداع بها الم الفراق فراق من يعلم ان هذه اللحظات التى نتركها ترحل هكذا من بين ايدينا هى ثمينة ربما العمر لا يكفى لها ثمنا
ولكن المح فى عينيه بسمة حانية تحمل من الود والشكر مثل ما تحمل عيني له
اتركه
ويأخذ الزمان فى العودة لحالته السابقة وكذا المكان
ولكي اعود انا ذاتى لحالة الواقع ابدأ بالدندنة بكلمات صلاح جاهين
انا كنت شيء ثم شيء ثم شيء
شوف ربنا قادر على كل شيء
انزل للكفيتريا فاجلس فى مكانى وانا مبتسمة ولكنى اكتشف ان ماحدث هناك فى الاعلى لم ينتهى فها هو الجميل حرص على ان يهديك يا من كنت فى صحبته احساس وكأنه عطر يفوح من روحك لتبقى بنشوة اللقاء
انه كريم
فلم استطع واخذت احكى لهم هؤلاء الرفاق هؤلاء الذين احبهم وكانوا سببا من اسباب مغادرتى له
ادركت يومها انه يمكن ان احى قصة حب قوية وعنيفة كل لحظة بلقائي كل لحظة مع الجميل
لانى ادركت انى وانا احكي لهم انى اشبه الحبيب الذي يصف ادق ادق التفاصيل فى لقائه بالحبيب
2 comments:
نص معقد جدا
الجمال
والجميل
تعلمين أن هذه فلسفة قائمة بذاتها
لا يمكنني اختزالها
في تعليق
لكن أذكر أن أحدهم قال
إن الجمال هو ما يشعرك في حضوره بالعجز
لا أدري ربما / أوسكار وايلد
ويحلو لي الآن أن أقول
أن الجمال أيضا فاجر ولا يمكن احتواءه
تحدثي عن كل تفاصيل الجمال
وانسبي
كل ماتريدنه منه لنفسك
فالجمال شأن عام
أنت جميلة
فى كل مرة تمر فيها تكون لك اضافة قويه
حقيقي شكرا
لكن اود ان اقول انى اعتدت كثيرا من اساتذتي هؤلاء الفنانون بحق فى لحظات نشوتهم واحساسهم الفائق بهذا الرائع المسمى الجمال او الفن اعتدت منهم ان يصفونه بانه مجرم او عنيف او ...... الكثير
ولكنى لا اعرف لم المح فيه الفجور فهو مع قوته ليس بفاجر وهذا راي
حقا شكرا على مرورك واضافاتك وذوقك
Post a Comment